Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
فلسطين ارض الشهداء
2 janvier 2009

علي محمد طه

/////////////////////////////

علي محمد طه

//////////////////////////////////

علي محمود طه 

الملاح التائه


أيّها الملاح قم و اطو الشّراعا لم نطوي لجّة اللّيل سراعا
جدّف الآن بنا في هينة و جهة الشّاطئ سيرا و اتّباعا
فغدا يا صاحبي تأخذنا موجة الأيّام قذفا و اندفاعا
عبثا تقفو خطا الماضي الذي خلت أنّ البحر واراه ابتلاعا
لم يكن غير أويقات هوى وقفت عن دورة الدّهر انقطاعا
فتمهّل تسعد الرّوح بما وهمت أو تطرب النّفس سماعا
ودع اللّيلة تمضي إنّها لم تكن أوّل ما ولّى وضاعا
سوف يبدو الفجر في آثارها ثمّ يمضي في دواليك تباعا
هذه الأرض انتشت ممّا بها فغّفت تحلم بالخلد خداعا
قد طواها اللّيل حتى أوشكت من عميق الصّمت فيه أن تراعا
إنه الصّمت الذي في طيّه أسفر المجهول و المستور ذاعا
سمعت فيه هتاف المنتهى من وراء الغيب يقريها الوداعا
أيّها الأحياء غنّوا و اطربوا و انهبوا من غفلات الدّهر ساعا
آه ما أروعها من ليلة فاض في أرجائها السّحر و شاعا
نفخ الحبّ بها من روحه و رمى عن سرّها الخافي القناعا
و جلا من صور الحسن لنا عبقريّا لبق الفنّ صناعا
نفحات رقص البحر لها و هفا النّجم خفوقا و التماعا
و سرى من جانب الأرض صدى حرّك العشب حنانا و اليراعا
بعث الأحلام من هجتها كسرايا الطّير نفّرن ارتياعا
قمن بالشّاطئ من وادي الهوى بنشيد الحبّ يهتفن ابتداعا
أيّها الهاجر عزّ الملتقى وأذبت القلب صدّا و امتناعا
أدرك التائه في بحر الهوى قبل أن يقتله الموج صراعا
وارع في الدّنيا طريدا شاردا عنه ضاقت رقعة الأرض اتّساعا
ضلّ في اللّيل سراه ، و مضى لا يرى في أفق منه شعاعا
يجتوي اللاّفح من حرقته و عذاب يشعل الرّوح التياعا
و الأسى الخالد من ماض عفا و الهوى الثّائر في قلب تداعى
فاجعل البحر أمانا حوله و املأ السّهل سلاما و اليفاعا
و امسح الآن على آلامه بيد الرّفق التي تمحو الدّماعا
و قد الفلك إلى برّ الرّضى و انشر الحبّ على الفلك شراعا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غرفة الشاعر


أيّها الشاعر الكئيب مضى اللّيـ ـل و مازلت غارقا في شجونك
مسلما رأسك الحزين إلى الفكـ ـر و للسّهد ذابلات جفونك
و يد تمسك اليراع و أخرى في ارتعاش تمرّ فوق جبينك
وفمّ ناضب به حرّ أنفا سك يطغى على ضعيف أنينك
لست تصغي لقاصف الرّعد في اللّيـ ـل و لا يزدهيك في الإبراق
قد تمشّى خلال غرفتك الصّمـ ـت و دبّ السّكون في الأعماق
غير هذا السّراج في ضوئه الشّا حب يهفو عليك من إشفاق
و بقايا النّيران في الموقد الذّا بل تبكي الحياة في الأرماق
***

أنت أذبلت بالأسى قلبك الغضّ و حطّمت من رقيق كيانك
آه يا شاعري لقد نصل اللّيـ ـل و مازلت سادرا في مكانك
ليس يحنو الدّجى عليك ولا يأ سى لتلك الدموع في أجفانك
ما وراء السّهاد في ليلك الدّا جي و هلاّ فرغت من أحزانك؟
***

فقم الآن من مكانك و اغنم في الكلاى غطّة الخليّ الطروب
و التمس في الفراش دفئا ينسّـ ـك نهار الأسى و ليل الخطوب
لست تجزي من الحياة بما حمّـ ـلت فيها من الضّنى و الشّحوب
إنّها للمجون و الختل و الزيـ ـف و ليست للشّاعر الموهوب!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قبر شاعر

رفّت عليه مورقات الغصون و حفّه العشب بنوّاره
ذلك فبر لم تشهده المنون بل شاده الشّعر بآثاره
أقامه من لبنات الفنون و زانه المجد بأحجاره
ألقى الشّاعر عبء الشّجون وأودع القلب بأسراره
***

و جاورته نخلة باسقة تجثم في الوادي إلى جنبه
كأنّها الثّاكلة الوامقة تقضي مدى العمر إلى قربه
و ترسل الأغنية الشّائقة قمريّة ظلّت على حبّه
***

و يقبل الفجر الرّقيق الإهاب يحنو على القبر بأضوائه
كأنّما ينشد تحت التّراب لؤلؤة تزري بلألائه
إستلّ منها الموت ذاك الشّهاب غير شعاع في الدّجى تائه
يظلّ يهفو فوق تلك الشّعاب يطوف بالينبوع من مائه
***

و يذهب النّور و يأتي الظّلام ز تبزع الأنجم في نسقه
حيرى تحوم اللّيل كالمستهام أسهره الثّائر من شوقه
تبحث عن نجم بتلك الرّجام هوت به الأقدار عن أفقه
أخ لها في الأرض ودّ المقام و آثر الغرب على شرقه
و يطلق الطير نشيد الصّباح بنغمة تصدر عن حزنه
يمدّ فوق القبر منه الجناح و يرسل المنقار في ركنه
أفضى إلى الرّاقد فيه و باح بأنّه الملهم من فنّه
فمن قوافيه استمدّ النّواح و من أغانيه صدى لحنه
***

و حين تمضي نسمات الخريف و تملأ الأرض رياح الشّتاء
و يقبل اللّيل الدّجى المخيف فلا ترى نجما ينير السّماء
هناك لا غصن عليه وريف يهفو ، و لا طير يثير الغناء
يظلّل الأرض الظّلام الكثيف كأنّما تمسي بوادي الفناء
يا شاعرا ما جمعتني به كوكب اللّيل و شمس النّهار
لكنّه الشّرق و في حبّه ينأى بنا الشّوق و تدنو الدّيار
سكبت من شجونك في قلبه و من مآقيك الدّموع الغزاز
فودّ لو أن نمت في تربه ليشفي النّفس بهذا الجوار
***

صوّر لي القبر الذي تنزل تخيّل الشّعر و وحي الشّعور
فجئت للقبر بما يجمل من صور الدّنيا الفتون الغرور
قل لي بحقّ الموت ما يفعل بالشّاعر الموت و هذي القبور؟
و هل وراء الموت ما نجهل من عالم الرّحعى و يوم النّشور؟
***

قد راعني موتك يا شاعري في ميعة العمر و فجر الشّباب
و هزّني ما فاض من خاطر كان ينابيع البيان العذاب
و نفاثات القلم السّاحر في جوبك ألافق و طيّ السّحاب
و وقفة بالكوكب الحائر رأى بساط الرّيح يدنو فهاب
لكنّه شعرك لمّا يزل يردّد الكون أناشيده
شعر كصوب الغيث أنّى نزل أرقص في الرّوض أماليده
و علّم الطّير الهوى و الغزل فأسمع الزّهر أغاريده
و غنّت الرّيح به في الجبل فحرّكت منه جلاميده
***

يا قبر لم تبصرك عيني و لا رأتك إلاّ في ثنايا الخيال
ملأت بالرّوع فؤاد خلا إلاّ من الحبّ و نور الجمال
أوحيت لي السّر الرّدى فانجلى عن عيني الشّكّ و ليل الضَلال
غدا ستطوي القلب ايدي البلى و ينقص النّجم عقاب اللّيال
***

و هكذا تمضي ليالي الحياه و القبر ما زال على حاله
دنيا من الوهم و دهر تراه يغرّر القلب بآماله
يسخّر من مبتسمات الشّفاه و جامد الدّمع و سيّاله
دهر على العالم دارت رحاه فلم تدع رسما لأطلاله
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عاشق الزّهر


يا ليت لي كالفراش أجنحة أهفو بها في الفضاء هيمانا
أدفّ للنور في مشارقه و أغتدي من سناه نشوانا
و أرشف القطر من بواكره فلا أرود الضّفاف ظمآنا
و لثم النّور في سنابله مصفقا للنّسيم جذلانا
حتّى إذا ما المساء ظلّلني سريت بين الورود سهرانا
أشرب أنفاسها و قد خفقت صدورها للرّبيع تحنانا
يتحل بالفجر فوق جنّتها يموج فيه الغمام ألوانا
و بالعصافير في ملاحنها تهزّ قلب الصّباح إرنانا
لو يعلم الزّهر سرّ عاشقه أفراد لي من هواه بستانا
فلا تراني العيون مقتحما سياجه أو تحسّ لي شانا
إذا لغرّدت في خمائله و صغت فيه الحياة ألحانا
لكنّه شاء الخلق مبتدع من فنّه العبقري فنّانا
أراده شاعرا فدلّهه و سامه جفوة و هجرانا
فليحمني الحسن زهر جنّته و ليقضي العمر عنه حرمانا
ما كنت لولاه طائرا غرّدا و لو جهلت الغناء ما كانا !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(إلى راقصة)


بعينيك يا ملهم الخاطرا و يترك كلّ فتى شاعرا
فيا فتنة من وراء البحار لقيت بها القدر السّاخرا
دعتني فجمّعت قلبي لها و ناديت ماضيّ و الحاضرا
و أقبلت في موكب الذّكريات أحيّ الخميلة و الطّائرا
و ساءلني القلب: ماذا ترى؟ فقلت : أرى حلما عابرا
أرى جنّة ، و أراني بها أهيم بأرجائها حائرا
ملأت بتفّاحها راحتيّ و بتّ لكرمتها عاصرا
و ذقت الحنان بها و الرّضى يدا برّة و فما طاهرا
فيا ليلة لم تكن في الخيال أجدّت لي المرح الغابرا
أفاءت على النيل سحر الحياة و أحيت لشعري به سامرا
نسيت لياليّ من قبلها و كنت لها الوافي الذّاكرا
سلي من أثارت بقلب الفتون و خلّته محتدما ثائرا !
بربّك ! من ألف الأصغرين و علّق بالنّاظر النّاظرا
إذا أطلق الضّوء أطيافه و لفّ بها خصرك الضّامرا
و طوّق نحرك لحظ العيون و عاد بكرّته حاسرا
و وقعّت من حسرات القلوب على قدميك الصّدى السّاحرا
و جدّث كلّ فتى نفسه : أرى الفنّ أم روحه القاهرا ؟
تمثّلته طيف إنسانة و مثّل فيك الصّبا النّاضرا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فلسطين


أَخِي ، جَاوَزَ الظَّالِمُونَ المَـدَى فَحَقَّ الجِهَادُ ، وَحَقَّ الفِـدَا
أَنَتْرُكُهُمْ يَغْصِبُونَ العُرُوبَــةَ مَجْدَ الأُبُوَّةِ وَالسُّــؤْدَدَا ؟
وَلَيْسُوا بِغَيْرِ صَلِيلِ السُّيُـوفِ يُجِيبُونَ صَوْتَاً لَنَا أَوْ صَدَى
فَجَرِّدْ حُسَامَكَ مِنْ غِمْــدِهِ فَلَيْسَ لَـهُ، بَعْدُ ، أَنْ يُغْمَـدَا
أَخِي، أَيُّهَـــا العَرَبِيُّ الأَبِيُّ أَرَى اليَوْمَ مَوْعِدَنَا لاَ الغَـدَا
أَخِي، أَقْبَلَ الشَّرْقُ فِي أُمَّــةٍ تَرُدُّ الضَّلالَ وَتُحْيِي الهُـدَى
أَخِي، إِنَّ فِي القُدْسِ أُخْتَاً لَنَـا أَعَدَّ لَهَا الذَّابِحُونَ المُــدَى
صَبَرْنَا عَلَى غَدْرِهِمْ قَادِرِيـنَ وَكُنَّا لَهُمْ قَدَرَاً مُرْصَــدَا
طَلَعْنَا عَلَيْهِمْ طُلُوعَ المَنُــونِ فَطَارُوا هَبَاءً ، وَصَارُوا سُدَى
أَخِي، قُمْ إِلِى قِبْلَةِ المَشْرِقَيْـن ِ لِنَحْمِي الكَنِيسَةَ وَالمَسْجِـدَا
أَخِي، قُمْ إِلَيْهَا نَشُقُّ الغِمَـارَ دَمَاً قَانِيَاً وَلَظَىً مُرْعِــدَا
أَخِي، ظَمِئَتْ لِلْقِتَالِ السُّيُوفُ فَأَوْرِدْ شَبَاهَا الدَّمَ المُصْعَـدَا
أَخِي، إِنْ جَرَى فِي ثَرَاهَا دَمِي وَشَبَّ الضَّرَامُ بِهَا مُوقــدَا
فَفَتِّشْ عَلَى مُهْجَـــةٍ حُرَّةٍ أَبَتْ أَنْ يَمُرَّ عَلَيْهَا العِــدَا
وَخُذْ رَايَةَ الحَقِّ مِنْ قَبْضَــةٍ جَلاَهَا الوَغَى ، وَنَمَاهَا النَّدَى
وَقَبِّلْ شَهِيدَاً عَلَى أَرْضِهَــا دَعَا بِاسْمِهَا اللهَ وَاسْتَشْهَـدَا
فِلَسْطِينُ يَفْدِي حِمَاكِ الشَّبَابُ وَجَلَّ الفِدَائِيُّ وَالمُفْتَــدَى
فِلَسْطِينُ تَحْمِيكِ مِنَّا الصُّـدُورُ فَإِمَّا الحَيَاةُ وَإِمَّــا الرَّدَى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كرنفال فينيسيا


أين من عينيّ هاتيك المجالي يا عروس البحر، يا حلم الخيال
أين عشّاقك سمّار اللّيالي أين من واديك يا مهد الجمال
موكب الغيد و عيد الكرنفال وسرى الجندول في عرض القنال
بين كأس يشتهي الكرم خمره

و حبيب يتمنّى الكأس ثغره

إلتقت عيني به أول مرّه

فعرفت الحبّ من أول نظره

أين من عينيّ هاتيك المجالي يا عروس البحر، يا حلم الخيال
مرّ بي مستضحكا في قرب ساقي يمزج الرّاح بأقداح رقاق
قد قصدناه على غير اتفاق فنظرنا، و ابتسمنا للتّلاقي
و هو يستهدي على المفرق زهره

و يسوي بيد الفتنة شعره

حين مسّت شفتيّ أول قطره

خلته ذوّب في كأسي عطره

أين من عينيّ هاتيك المجالي يا عروس البحر، يا حلم الخيال
ذهبي الشّعر، شرقيّ السّمات مرح الأعطاف، حلو اللّفتات
كلّما قلت له: خذ . قال : هات يا حبيب الرّوح ياأنس الحياة
أنا من ضيّع في الأوهام عمره

نسي التاريخ أو أنسي ذكره

غير يوم لم يعد يذكر غيره

يوم أن قابلته أول مرّه

أين من عينيّ هاتيك المجالي يا عروس البحر، يا حلم الخيال
قال: من أين؟ و أصغى و رنا قلت: من مصر ، غريب ههنا
قال: أن كنت غريبا فأنا لم تكن فينيسيا لي موطنا
أين منّي الآن أحلام البحيره

و سماء كست الشّطآن نضرة

منزلي منها على قمّة صخره

ذات عين من معين الماء ثرّه

أين من فارسوفيا هاتيك المجالي يا عروس البحر، يا حلم الخيال
قلت ، و النشوة تسري لساني: هاجت الذّكرى ، فأين الهرمان؟
أين وادي السّحر صدّاح المغاني؟ أين ماء النّيل؟ أين الضّفتان؟
آه لو كنت معي نختال عبره

بشراع تسبح الأنجم إثره

حيث يروي الموج في أرخم نبره

حلم ليل من ليالي كليوبتره

أين من عينيّ هاتيك المجالي يا عروس البحر، يا حلم الخيال
أيّها الملاح قف بين الجسور فتنة الدنيا و أحلام الدّهور
صفّق الموج لولدان و حور يغرقون اللّيل في ينبوع نور
ما ترى الأغيد وضّاء الأسرّه ؟

دقّ بالسّاق و قد أسلم صدره

لمحب لفّّ بالساعد خصره؟

ليت هذا اللّيل لا يطلع فجره !

أين من عينيّ هاتيك المجالي يا عروس البحر، يا حلم الخيال
رقص الجندول كالنّجم الوضيّ فاشد يا ملاح بالصّوت الشّجيّ
و ترنّم بالنّشيد الوثنيّ هذه اللّيلة حلم العبقري
شاعت الفرحة فيها و المسرّه

و جلا الحبّ على العشّاق سرّه

يمنه مال بي على الماء و يسره

إنّ للجندول تحت اللّيل سحره

أين يا فينيسيا تلك المجالي؟ أين عشّاقك سمّار اللّيالي؟
أين من عينيّ يا مهد الجمال؟ موكب الغيد و عيد الكرنفال؟
يا عروس البحر، يا حلم الخيال !!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

Publicité
Publicité
Commentaires
Publicité
Derniers commentaires
Newsletter
فلسطين ارض الشهداء
Archives
Catégories
Pages
فلسطين ارض الشهداء
Visiteurs
Depuis la création 21 052
Publicité